■■ القرار المتعسف للاتحاد الافريقي لكرة القدم ( الكاف) بمنع النادي الاهلي من تعليق صور شهداء جماهير النادي الأهلي ال72 الذين سقطوا في مذبحة بورسعيد في مدرجات الدرجة الثالثة بإستاد برج العرب بالإسكندرية خلال المباراة النهائية أمام الترجي المقررة غداً في ذهاب دوري أبطال افريقيا، هو قرار في غير محله عندما يبررذلك بأنه إقحام للسياسة في المباراة ، وهو ما يخالف لوائح وقوانين الكاف، ويؤسفني أن يكون ذلك القرار يتعمد إستفزاز إدارة النادي الأهلي في المباراة وجماهيره، بل والمصريين جميعاً، أو أن الكاف يظهر وكأنه جاهل بالفارق ما بين السياسة والرياضة!
■■ والأسوأ في قرار الكاف، أنه جاء قبل 24 ساعة فقط من المباراة، ليربك ترتيبات النادي الأهلي، ويشتت إنتباهه عن المباراة والإعداد لها، وهو يعرف جيدا أنها مباراة بالغة الحساسية، وهي أول مباراة يتم السماح فيها بحضور جماهيري للأهلي في مصر منذ كارثة بورسعيد في فبراير الماضي ولم يسبقها سوى مباراة وحيدة للزمالك ، الأهلي تقدم بتظلم إلى الكاف وإدارته الذين رفضوا التجاوب، رغم أنهم يعلمون أن هذا الأمر مجرد تكريم معنوي، لا تشوبه شبهة الدعاية السياسية أو خلافه .. والغريب أن الكاف نفسه سبق له إرسال دعم مالي للأهلي لمساعدة أسر ضحايا الشهداء ، فلماذا يلجأ اليوم إلى هذا التصرف المستفز وغير المفهوم ؟.
■■ كارثة ومجزرة بورسعيد الكروية التي ذهب ضحيتها هؤلاء الشهداء ، وتابعها العالم على الهواء تليفزيونيا وقال عنها بلاتر رئيس الفيفا ، أنها واحدة من الليالي السوداء في تاريخ الكرة العالمية، هي كارثة كروية بإمتياز، حتى وإن كانت خلفياتها مشحونة بتآمر لم تغب عنه السياسة، والضحايا هم من مشجعي الكرة، وسقطوا في ملعب كرة قدم .. وإذا كان الكاف لا يعلم ذلك ومقره بالقاهرة - منذ تأسيسه منذ ما يربو على نصف قرن - فتلك مصيبة ، وإن كان يعلم ذلك ويلجأ للإستفزاز والتعنت، فالمصيبة أعظم.